0



نت آبل منذ عدة أيام عن إطلاقها لهاتفها الذكي الجديد iPhone SE الذي مثل مفاجأةً جديدة بسبب اعتماد آبل على شاشةٍ بقياس 4 إنش، بدلًا من الشاشات الكبيرة التي يزيد حجمها عن 5 إنش والتي أصبحت بمثابة معيار في الهواتف الذكية.




لا يمكن إنكار أن هاتف iPhone SE قد أثار جدلًا كبيرًا بين مُستخدمي الهواتف الذكية، حيث قررت آبل أن يكون هاتفها الجديد بمُواصفاتٍ عتادية قوية، مثل تضمينه بشريحة A9 وهي نفس شريحة المُعالجة في هاتف iPhone 6s بالإضافة لتضمينه بنفس الكاميرا التي تمتلك دقةً قدرها 12 ميغابيكسل مع قدرة تصوير فيدية بدقة 2K. الشاشة بالطبع بقياس 4 إنش وبدقة 640×1136 بيكسل مع كثافة صورة قدرها 326 بيكسل/إنش، مع ذاكرة عشوائية بسعة 2 غيغابايت ومساحة تخزين داخلية تبدأ من 16 غيغابايت. مقابل هذه المواصفات، سيكون الهاتف الجديد متوفرًا بسعرٍ يبدأ من 400 دولار أمريكيّ.



من الاصغر الى الاكبر هاتف iPhone SE ثم هاتف iPhone 6S ثم هاتف iPhone 6S Plus
الآن يأتي السؤال: هل هو هاتفٌ مُميّز ويستحق الشراء؟ هنا يبدأ النقاش وهنا يبدأ الجدل. من ناحية، أعتقد أن خطوة آبل لا تهدف إلى جذب المُستخدمين الذين يودون الحصول على شاشةٍ صغيرة بالنسبة لهاتفهم الذكيّ مع مواصفاتٍ عالية، بقدر ما تهدف لمواجهة الانتشار الكبير لهواتف الفئة المتوسطة العاملة على الأندرويد، خصوصًا الهواتف الصينية ذات المواصفات العالية والكلفة المنخفضة، بالإضافة لبدء العديد من الشركات الصينية التسويق في الولايات المتحدة (مثل هواوي وشياومي و LeEco)، التي تُمثّل أكبر سوق لهواتف الأيفون في العالم. بهذا الخصوص، علينا أن نتذكر أن هاتف شياومي Xiaomi Mi5 الجديد الذي يمتلك أقوى المواصفات مُتاح للبيع بسعر 370 دولار أمريكي، أي أنه لا يزال أقل كلفة من أرخص نسخ iPhone SE.
من ناحيةٍ أخرى، هنالك العديد من الأشخاص الذين يودون الحصول على مواصفاتٍ قوية، وأداءٍ متين لهاتفهم الذكي عبر شراء هاتفٍ من شركةٍ مثل آبل تشتهر بتصنيع هواتف ذكية بأقوى المواصفات وبجودة تصنيع عالية، إلا أن الأسعار المرتفعة جدًا للأيفون لا تناسبهم، وبالتالي سيكون الهاتف الجديد خيارًا مناسبًا لهم…أليس كذلك؟ بهذه النقطة تحديدًا، أجد أن آبل ستنجح باكتساب المزيد من الحصة السوقية بمجال هواتف الفئة المتوسطة.
شخصيًا، لا أرغب الحصول على هكذا هاتف. ما فائدة معالج قوي وذواكر عشوائية قوية على شاشةٍ بحجم 4 إنش؟ الهواتف التي تمتلك شاشة بهذا القياس في أيامنا هذه هي هواتف استخدام عام وسريع، مثل إجراء المكالمات والدردشة مع العائلة والأصدقاء. أما الأداء القويّ لشريحة المعالجة وللذواكر، فيجب أن يكون موجهًا للأشخاص الذين يحتاجون فعلًا هذه الميزات، كمن يعتمد على هاتفه في العمل ويقوم بربطه مع حاسبه الشخصيّ لتصفح الملفات المختلفة وإنشائها وتعديلها، أو حتى هواة الألعاب الذي يحتاجون مواصفاتٍ قوية ومتقدمة في الهاتف الذكيّ، وبأيّ من هذه الحالات، لا أجد أن شاشة 4 إنش ستكون خيارًا موفقًا.
هل سيتمكن هاتف آبل من اختراق سوق هواتف الأندرويد متوسطة المواصفات؟ على الرغم من كلامي السابق، وعدم اقتناعي بالهاتف الجديد (ولا بأي شكل)، إلا أني أجد أن آبل ستنجح باكتساب حصةٍ سوقية إضافية في مجال هواتف الفئة المتوسطة، وذلك نظرًا للسعر المُنخفض للهاتف الجديد، ونظرًا لاسم آبل وشهرتها وقدرتها التسويقية الكبيرة.

إرسال تعليق

 
Top